خلال سنوات قليلة، انتقلت ford من أكثر الشركات حماساً للسيارات الكهربائية إلى واحدة من أكثرها حذراً. هذا التحول لم يحدث فجأة، ولم يُعلن عنه بوضوح. لكنه أصبح واضحاً عند مراجعة القرارات المتتالية التي اتخذتها الشركة: إلغاء مشاريع، تأجيل أخرى، وتقليص إنتاج طرازات وصلت فعلاً إلى السوق.
العنوان قد يبدو قاسياً، لكن الواقع يدعمه: فورد “سحبت القابس” من عدد من مشاريع السيارات الكهربائية أكثر مما يدركه معظم المتابعين.
مرحلة الوعود الكبيرة
في البداية، بدت ford مقتنعة بأن التحول الكهربائي يجب أن يكون سريعاً. استثمارات ضخمة، تصريحات متفائلة، وخطط لإطلاق عدة سيارات كهربائية في فئات مختلفة. الشركة أرادت أن تثبت أنها قادرة على منافسة الشركات المتخصصة، لا مجرد اللحاق بها.
لكن هذه الخطط وُضعت في ظرف اقتصادي مختلف. أسعار فائدة أقل، دعم حكومي أكبر، وتوقعات بطلب قوي ومستمر. لاحقاً، تغيّر كل شيء تقريباً.
ما هي المشاريع التي أوقفتها ford فعلياً؟
عند النظر إلى كل قرار بشكل منفصل، قد يبدو عادياً. لكن عند جمعها، تظهر الصورة بوضوح.
إلغاء سيارة كهربائية عائلية كبيرة
فورد كانت تطوّر سيارة كهربائية بثلاثة صفوف مقاعد، موجهة للعائلات في السوق الأمريكية. المشروع كان متقدماً، لكن الحسابات النهائية لم تكن مشجعة. تكلفة الإنتاج مرتفعة، والسعر النهائي سيكون أعلى مما يقبله معظم المشترين. النتيجة: إلغاء كامل.
تأجيل أجيال جديدة من سيارات كهربائية
عدة طرازات كان من المفترض أن تحصل على بطاريات أحدث ومدى أطول. هذه التحديثات لم تُلغَ رسمياً، لكنها أُجلت لسنوات. عملياً، هذا تجميد طويل الأمد.
تقليص الإنتاج من سيارات موجودة
حتى السيارات الكهربائية التي وصلت إلى الطرق لم تحقق الأرقام المتوقعة. فورد خفّضت الإنتاج لتفادي تراكم المخزون، وهو قرار نادراً ما يُعلن عنه بصراحة.

إعادة تقييم مشاريع خارج أمريكا
بعض المشاريع المخصصة لأوروبا أو أسواق أخرى أُعيدت دراستها، وتم دمجها أو إيقافها بهدوء.
لماذا اصطدمت ford بالواقع؟
1. الربحية كانت أضعف من المتوقع
فورد اعترفت بأن قسم السيارات الكهربائية يحقق خسائر كبيرة. بيع السيارة لا يعني تحقيق ربح، خاصة مع ارتفاع تكلفة البطاريات والتطوير.
2. الطلب لم يكن بالقوة المتوقعة
كثير من المستهلكين أبدوا اهتماماً، لكن الشراء الفعلي كان أبطأ. الأسعار المرتفعة، القلق من الشحن، وعدم وضوح قيمة إعادة البيع لعبت دوراً مهماً.
3. المنافسة أصبحت أقسى
فورد تنافس شركات متخصصة بالكامل في الكهرباء، وشركات صينية بأسعار أقل، إضافة إلى شركات تقليدية تمر بنفس التحول. أي خطأ في التسعير أو التوقيت يصبح مكلفاً.
4. تغيّر المناخ الاقتصادي
ارتفاع أسعار الفائدة جعل تمويل السيارات أصعب. المستهلك أصبح أكثر حذراً، خاصة مع السيارات الجديدة مرتفعة الثمن.
هل تخلّت فورد عن السيارات الكهربائية؟
لا. لكن الفكرة تغيّرت جذرياً.
فورد لم تعد تتحدث عن تحول سريع وشامل. اليوم، التركيز على الواقعية. سيارات أقل، فئات أوضح، ومحاولة حقيقية للوصول إلى نقطة التعادل المالي قبل التوسع.
التحول نحو استراتيجية أكثر تحفظاً
النهج الجديد لفورد يقوم على عدة نقاط واضحة:
- تقليل عدد المشاريع الكهربائية.
- التركيز على الطرازات التي يمكن بيعها بدون خسائر كبيرة.
- إعطاء السيارات الهجينة دوراً أكبر كحل انتقالي.
- التوقف عن إطلاق وعود زمنية صعبة التحقيق.
هذا ليس انسحاباً، بل إعادة ترتيب للأولويات.
مقارنة مع شركات أخرى في السوق
ما يحدث مع فورد ليس حالة منفردة.
| الشركة | الوضع الحالي |
|---|---|
| فورد | إلغاء وتأجيل مشاريع كهربائية |
| جنرال موتورز | تأجيل طرازات وتقليص الإنتاج |
| فولكسفاغن | إعادة هيكلة خطط الكهرباء |
| تسلا | خفض أسعار مستمر للحفاظ على الطلب |
| الشركات الصينية | توسع سريع بهوامش ربح ضيقة |
الصناعة كلها تمر بمرحلة تصحيح، وليس شركة واحدة فقط.
مقارنة شاملة بين سيارات رينو وفورد الكهربائية: الأداء، الأسعار، والتقنيات
ماذا يعني ذلك للمستهلك؟
الإيجابيات:
- سيارات مدروسة أكثر.
- تركيز أعلى على الجودة والاعتمادية.
- وعود أقل وضوحاً لكنها أكثر واقعية.
السلبيات:
- خيارات أقل في بعض الفئات.
- تأخر وصول سيارات كهربائية بأسعار مناسبة.
هل مستقبل السيارات الكهربائية مهدد؟
لا. لكنه لم يعد بسيطاً كما بدا في البداية.
التحول إلى الكهرباء سيستمر، لكن بوتيرة أبطأ وأكثر حذراً. الشركات التي ستنجح هي التي توازن بين الابتكار والربحية، لا التي تطلق أكبر عدد من المشاريع.
ماذا نتوقع من ford في المرحلة القادمة؟
من المرجح أن نرى:
- عدداً أقل من السيارات الكهربائية الجديدة.
- تركيزاً أكبر على الشاحنات والسيارات العملية.
- استمرار الاعتماد على السيارات الهجينة.
- تأجيل أي توسع كبير حتى تنخفض التكاليف.
فورد لم تغادر السباق، لكنها غيرت استراتيجيتها.
الخلاصة
فورد أوقفت أو جمّدت مشاريع سيارات كهربائية أكثر مما يتخيله كثيرون. ليس لأن السيارات الكهربائية فكرة فاشلة، بل لأن التنفيذ كان أصعب وأغلى من المتوقع.
بدلاً من الاستمرار في خسائر متراكمة، اختارت فورد التوقف، المراجعة، ثم المتابعة بخطوات أبطأ. في صناعة السيارات، هذا قرار عقلاني، حتى لو لم يكن جذاباً للعناوين.