رينو توينغو الكهربائية: سيارة أوروبية صغيرة بسعر في المتناول

Photo of author

By Sihem Braiek

في سوق السيارات الكهربائية الذي يزداد ازدحاماً يوماً بعد يوم، قررت رينو أن تعود إلى فكرة البساطة. لا حديث عن سيارات فاخرة أو تسارع خارق هذه المرة، بل عن سيارة صغيرة، اقتصادية، ومناسبة لحياة المدينة.
رينو توينغو الكهربائية الجديدة تمثل هذه الفكرة بكل تفاصيلها. فهي سيارة أوروبية خالصة تُصنع في فرنسا، وسعرها يبدأ من أقل من 20 ألف يورو، ما يجعلها واحدة من أرخص السيارات الكهربائية المصنوعة في أوروبا.

بداية فكرة رينو توينغو الكهربائية

عندما قدمت رينو أول جيل من توينغو في التسعينيات، كانت السيارة رمزاً للبساطة والذكاء في التصميم. صغيرة من الخارج لكنها رحبة من الداخل، ومناسبة لحياة المدن الأوروبية المزدحمة.
اليوم، تعود نفس الفكرة ولكن بروح جديدة — كهربائية بالكامل. رينو لم تحاول أن تجعل منها سيارة استعراضية أو مشروعاً ضخماً، بل أرادت ببساطة أن تقول: “يمكن للسيارة الكهربائية أن تكون عملية، ميسورة، ومناسبة للجميع.”

رينو توينغو الكهربائية تصميم مألوف مع تحديثات ذكية

من النظرة الأولى، يمكن تمييز توينغو الكهربائية بسهولة. الخطوط مستديرة ولطيفة، تعكس الطابع الأوروبي البسيط. الواجهة الأمامية تحمل مصابيح LED دائرية أنيقة تحيط بها لمسات زرقاء تشير إلى الطابع الكهربائي للسيارة.
ورغم حجمها الصغير، تبدو السيارة متوازنة في الشكل. الأبواب كبيرة نسبياً لتسهيل الدخول، والسقف مرتفع بما يكفي لتوفير مساحة رأس مريحة للركاب.
من الداخل، التصميم عملي بامتياز. لوحة القيادة تحتوي على شاشة وسطية بقياس 7 بوصات، متصلة بنظام رينو إيزي لينك، الذي يدعم الملاحة والتحكم في الصوت والاتصال بالهاتف.
كما أضافت الشركة عدادات رقمية خلف المقود تعرض المدى المتبقي، سرعة الشحن، واستهلاك الطاقة بشكل واضح وسهل الفهم.

أداء هادئ وملائم للمدينة

توينغو الكهربائية مزودة بمحرك بقوة 60 كيلوواط (حوالي 82 حصاناً)، يدفع السيارة بالعجلات الخلفية. هذه القوة قد تبدو محدودة مقارنة بسيارات كهربائية أخرى، لكنها أكثر من كافية في الاستخدام اليومي داخل المدن.
تتسارع السيارة من 0 إلى 50 كم/س في حوالي 4 ثوانٍ، وهو رقم ممتاز للحركة داخل الزحام. السرعة القصوى محددة عند 135 كم/س، وهو ما يكفي تماماً للقيادة على الطرق السريعة القصيرة أو التنقل بين المدن القريبة.
المدى الكهربائي الرسمي يبلغ 190 كيلومتراً وفق دورة WLTP، وهي مسافة مناسبة للقيادة اليومية، خصوصاً إذا كانت السيارة تُشحن في المنزل أو في أماكن العمل.

شحن سريع يناسب الإيقاع اليومي

رينو ركزت على تسهيل عملية الشحن أكثر من زيادة حجم البطارية. فبدلاً من بطارية ضخمة ترفع السعر، اختارت الشركة بطارية متوسطة السعة بقدرة 22 كيلوواط/ساعة، مع دعم نظام شحن سريع AC 22 كيلوواط.
هذا يعني أن السائق يمكنه شحن السيارة من 0 إلى 80٪ في حوالي 40 دقيقة فقط عند استخدام محطة شحن عامة، أو خلال حوالي 3 ساعات عبر شاحن منزلي.
هذه الأرقام تجعل توينغو خياراً عملياً جداً للمدن، حيث يمكن شحنها أثناء التسوق أو العمل، دون الحاجة إلى انتظار طويل.

رينو توينغو الكهربائية مصنوعة في أوروبا بالكامل

من النقاط التي تراهن عليها رينو بقوة أن توينغو الكهربائية تُصنع في أوروبا، تحديداً في مصنعها بمدينة نوفل-شاتو في فرنسا.
في الوقت الذي تزداد فيه السيارات الكهربائية القادمة من الصين، ترى رينو أن التصنيع المحلي يمنحها ميزة تنافسية في السوق الأوروبية، سواء من حيث الجودة أو ثقة المستهلك.
كما أن الإنتاج الأوروبي يعني تقليل الانبعاثات الناتجة عن نقل المكونات من مسافات بعيدة، ما يتماشى مع أهداف الاتحاد الأوروبي في خفض البصمة الكربونية.

السعر والخيارات المتاحة

يبدأ سعر رينو توينغو الكهربائية من أقل من 20 ألف يورو، وهو سعر يجعلها واحدة من أرخص السيارات الكهربائية الأوروبية المتوفرة اليوم.
ورغم السعر المنخفض، توفر السيارة تجهيزات جيدة مثل:

  • نظام تكييف أوتوماتيكي.
  • شاشة لمس مع نظام ملاحة.
  • حساسات خلفية للركن.
  • اتصال بلوتوث وأندرويد أوتو وآبل كاربلاي.
  • نظام تثبيت السرعة.

رينو تقدم أيضاً إصداراً أعلى قليلاً بسعر يقارب 22 ألف يورو، مع خيارات تصميم إضافية وجنوط ألومنيوم ومقاعد قابلة للتدفئة.

منافسة محتدمة في الفئة الصغيرة

فئة السيارات الكهربائية الصغيرة أصبحت ساحة منافسة قوية في أوروبا.
توينغو تواجه منافسين مثل فيات 500e وداسيا سبرينغ وسيتروين ë-C3 الجديدة.
لكن ما يميز توينغو أنها توازن بين السعر والجودة. فهي أرخص من 500e وأكثر تطوراً من داسيا سبرينغ، مع ضمان أوروبي كامل وخبرة طويلة من رينو في هذا المجال.

القيادة والتجربة اليومية لرينو توينغو الكهربائية

خلال التجارب الأولى، أشاد السائقون بسهولة قيادة توينغو داخل المدن. المقود خفيف جداً، ونصف قطر الدوران صغير لدرجة أنها تستطيع الالتفاف في شوارع ضيقة دون صعوبة.
كما أن الهدوء الكامل أثناء القيادة يمنحها طابعاً مريحاً، خصوصاً في الزحام.
التسارع الفوري من المحرك الكهربائي يجعلها تنطلق بسرعة عند الإشارة، وهو ما يضيف متعة بسيطة لكنها محسوسة في القيادة اليومية.
العزل الصوتي جيد بالنسبة لفئتها، والمقاعد مريحة لمسافات قصيرة ومتوسطة.

الجانب البيئي

رينو تقدم توينغو الكهربائية كخيار حقيقي لتقليل الانبعاثات في المدن.
السيارة لا تصدر أي غازات أثناء القيادة، واستهلاكها المنخفض للطاقة يجعلها واحدة من أكثر السيارات كفاءة في فئتها.
كما أن رينو بدأت برنامجاً لإعادة تدوير البطاريات بعد نهاية عمرها، بالتعاون مع شركات فرنسية متخصصة، ما يقلل التأثير البيئي الإضافي.

تجربة الشحن في الحياة اليومية

الشحن في توينغو بسيط ولا يحتاج تجهيزات خاصة.
يمكن توصيلها بمقبس كهربائي منزلي عادي إذا لم يكن هناك شاحن مخصص، رغم أن الشحن سيكون أبطأ قليلاً.
لكن بفضل دعمها للشحن AC حتى 22 كيلوواط، يمكن الاستفادة من أي محطة شحن عامة تقريباً في أوروبا.
الشاشة داخل المقصورة تعرض حالة البطارية ونسبة الشحن المتبقية والوقت المقدر لإتمام الشحن، بشكل واضح ومباشر.

راحة الاستخدام والتقنيات المساعدة

توينغو ليست سيارة مليئة بالأنظمة المعقدة، لكنها تحتوي على ما يحتاجه السائق فعلاً:

  • كاميرا خلفية للمساعدة في الركن.
  • نظام تحذير من الاصطدام الأمامي.
  • محدد للسرعة ومثبت ذكي.
  • تطبيق مخصص من رينو يسمح بمراقبة حالة الشحن عن بعد.

كل هذه المزايا تجعل السيارة مريحة وسهلة الاستخدام، خصوصاً لمن يدخل عالم السيارات الكهربائية لأول مرة.

دعم الصناعة المحلية الأوروبية

إنتاج توينغو في فرنسا لا يخدم رينو فقط، بل يساهم في الحفاظ على آلاف الوظائف المحلية.
كما أن تصنيع سيارة كهربائية بسعر منخفض داخل أوروبا يرسل رسالة واضحة إلى السوق: التحول الكهربائي لا يعني الاعتماد على المصانع الآسيوية فقط.
بهذا، تحاول رينو الحفاظ على موقعها كواحدة من العلامات الأوروبية القليلة التي ما زالت تصنع سيارات ميسورة التكلفة في القارة نفسها.

من هي الفئة المستهدفة؟

رينو لا تخاطب عشاق السرعة أو الفخامة هنا. توينغو موجهة للأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة نقل بسيطة، نظيفة، وفعالة.
طلاب الجامعات، الموظفون في المدن، أو العائلات التي تحتاج سيارة ثانية — كلهم يجدون في توينغو خياراً عملياً ومناسباً.
بسعرها المنخفض وتكلفتها التشغيلية المحدودة، تبدو السيارة مثالاً واقعياً على ما يجب أن تكون عليه السيارات الكهربائية اليومية.

المستقبل والتوسع

رينو تخطط لتوسيع إنتاج توينغو الكهربائية خلال عام 2026 لتلبية الطلب المتزايد في أوروبا الغربية.
كما تفكر الشركة في تصديرها إلى أسواق جديدة مثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مع تكييفها حسب المعايير المحلية.
هذا قد يجعلها واحدة من أوائل السيارات الكهربائية الأوروبية التي تُطرح بأسعار معقولة خارج القارة.

الخلاصة

رينو توينغو الكهربائية ليست سيارة مبهرة من الخارج، لكنها فكرة صادقة.
فهي تبرهن أن السيارة الكهربائية لا تحتاج أن تكون باهظة الثمن أو معقدة لتكون مفيدة.
بحجمها الصغير، وسعرها المناسب، وشحنها السريع، تقدم توينغو تجربة عملية للمدينة، وتعيد تعريف معنى “السيارة الشعبية” في العصر الكهربائي.

أضف تعليق