السيارات الكهربائية الصينية تهيمن على السوق الأردنية

Photo of author

By Sihem Braiek

تشهد السوق الأردنية في السنوات الأخيرة تحولًا واضحًا نحو السيارات الكهربائية، لكن المفاجأة الأكبر كانت هيمنة العلامات الصينية على هذا القطاع بشكل شبه كامل. فبينما كانت شركات مثل “تسلا” و”هيونداي” و”فولكس فاغن” تتصدر النقاش العالمي حول مستقبل المركبات الكهربائية، ظهرت الشركات الصينية بقوة في الأردن، واستطاعت أن تقدم مزيجًا من السعر المناسب، والتجهيزات الجذابة، والمدى الكهربائي الجيد، مما جعلها الخيار الأول للعديد من السائقين الأردنيين.

فما أسباب هذا الانتشار الضخم؟ وكيف استطاعت الشركات الصينية فرض نفسها بهذه السرعة؟

1. الأسعار المناسبة مقارنة بالسوق المحلي

العامل الأول والأهم هو السعر.
الأسعار العالمية للسيارات الكهربائية ما تزال مرتفعة، لكن الشركات الصينية قدمت خيارات بأسعار تقل كثيرًا عن المنافسين، وغالبًا تكون نصف سعر السيارات الكهربائية من الشركات العالمية الأخرى.

على سبيل المثال:

  • سيارات صينية مثل “بي واي دي” و”جيلي الكهربائية” و”شيرى” تُباع بأسعار يمكن أن يبدأ معظمها من فئة متوسطة مناسبة للمستهلك الأردني، مقارنةً بأسعار السيارات الأوروبية أو الأمريكية التي تعتبر بعيدة عن ميزانية معظم المشترين.

السعر ليس وحده العامل، بل القيمة المقدمة مقابل المال، حيث يحصل السائق على تجهيزات متقدمة داخل السيارة، وأنظمة سلامة حديثة، ومدى سير عملي يناسب الاستخدام اليومي.

2. إعفاءات ضريبية وتشجيع حكومي للسيارات الكهربائية

الأردن من الدول العربية التي اتخذت خطوات قوية لتشجيع السيارات الكهربائية، خاصةً في السنوات الأخيرة.
ومن أبرز هذه الخطوات:

  • تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية مقارنة بالبنزين والديزل.
  • تسهيل إدخال السيارات الكهربائية المستعملة من الخارج.
  • دعم إنشاء نقاط شحن جديدة.
  • تشجيع المواطنين على التحول إلى المركبات الكهربائية عبر إعفاءات ضريبية.

هذه البيئة التشريعية جذبت المستهلكين نحو السيارات الكهربائية الصينية، التي أصلاً أسعارها أقل، فازدادت المبيعات بشكل كبير، وبدأت تهيمن على واردات السيارات الكهربائية.

3. الشركات الصينية تتقن ما يحتاجه السوق الأردني

السوق الأردنية لديها متطلبات واضحة:

  1. سيارة اقتصادية في الشراء.
  2. تكلفة تشغيل منخفضة.
  3. مدى كهربائي مناسب للتنقل داخل المدن.
  4. تقنيات عملية داخل المقصورة.
  5. صيانة بسيطة.

السيارات الصينية قدمت هذه المزايا بدقة، وأكثر من ذلك، حيث ركزت على:

  • البطاريات طويلة العمر: خصوصًا بطاريات فوسفات الحديد التي تشتهر بها شركات مثل “بي واي دي”.
  • مدى كافٍ: أغلب السيارات الصينية توفر مدى بين 300–500 كيلومتر في الشحنة الواحدة.
  • المقاعد المريحة والتجهيزات: شاشات ضخمة، أنظمة اتصال ذكية، مساعدات قيادة، وكماليات كانت تتوفر سابقًا في السيارات الفاخرة فقط.

هذه المعادلة هي التي سمحت للصين بأن تكون صاحبة الحصة الأكبر في سوق الأردن.

4. توفر قطع غيارالسيارات الكهربائية الصينية وسهولة الصيانة

من النقاط المهمة لأي مشتري في الأردن توفر الصيانة وقطع الغيار.

الشركات الصينية ركزت بقوة على توفير شبكة وكلاء، ومراكز خدمة، وقطع غيار متوفرة بأسعار معقولة، وهو أمر كان مفقودًا في البداية لكنه أصبح نقطة قوة كبيرة.

ومع انتشار السيارات الصينية، ازداد عدد الورش المختصة بالسيارات الكهربائية، خاصةً تلك القادمة من الصين، مما زاد ثقة المستخدمين وأزال مخاوف الصيانة.

5. استهلاك الكهرباء أرخص بكثير من الوقود في الأردن

أسعار الوقود في الأردن مرتفعة، ومع كل ارتفاع إضافي يتجه المزيد من السائقين للسيارات الكهربائية بحثًا عن التوفير.

لتوضيح الصورة:

  • تكلفة شحن سيارة كهربائية بالكامل قد لا تتجاوز دينارين إلى ثلاثة دنانير حسب نوع البطارية.
  • بينما يكلف ملء خزان سيارة بنزين صغيرة أكثر من 25 دينارًا.

هذا الفرق الضخم في الكلفة التشغيلية جعل السيارات الكهربائية، خصوصًا الصينية، خيارًا اقتصاديًا فعليًا.

السيارات الكهربائية الصينية

6. العلامات الصينية الأكثر انتشارًا في الأردن

من بين عشرات العلامات الصينية، تبرز عدة شركات بسبب انتشارها القوي:

1. بي واي دي (BYD)

أكبر شركة سيارات كهربائية في العالم حالياً.
تقدم مدى ممتازًا، بطاريات قوية، وسعر مناسب.

2. جيلي الكهربائية

تشتهر بتوازن رائع بين السعر والجودة.

3. شيرى (Chery)

قدمت مجموعة موديلات كهربائية وهجينة بأسعار تنافسية.

4. جاك (JAC)

من أوائل الشركات الصينية التي دخلت السوق الأردنية.

5. فاوتون و GAC

تقدم طرازات كبيرة وسيارات دفع رباعي كهربائية بأسعار أقل من المنافسين.

7. لماذا لا تنافس الشركات الأوروبية والأمريكية بقوة في الأردن؟

هناك عدة أسباب واضحة:

1. الأسعار المرتفعة جدًا

السيارات الكهربائية الأوروبية مثل “أودي” و”بي إم دبليو” و”مرسيدس” أسعارها مرتفعة، مما يبعد مجموعة كبيرة من المشترين.

2. تكاليف الصيانة العالية

وهو عامل حساس جدًا في السوق الأردنية.

3. ضعف وجود الوكلاء أو محدودية الطرازات

الشركات الأوروبية لم تدخل بقوة إلى الأردن في قطاع الكهربائيات، على عكس الشركات الصينية.

4. عدم توفر سيارات أوروبية مستعملة كهربائية بكميات كبيرة

بينما السيارات الصينية المستعملة متوفرة بسهولة وبأسعار مناسبة.

8. تحديات تواجه السيارات الكهربائية الصينية في الأردن

رغم الهيمنة، ما تزال هناك تحديات:

  • الحاجة لزيادة نقاط الشحن العامة في المحافظات.
  • ضرورة تعزيز جودة بعض الطرازات الاقتصادية جدًا.
  • مخاوف بعض المستخدمين من عمر البطارية في السيارات المستعملة.
  • تفاوت الخبرة بين مراكز الصيانة.

لكن التطور السريع للسوق يشير إلى أن هذه التحديات يتم التعامل معها تدريجيًا.

9. مستقبل السيارات الكهربائية الصينية في الأردن

كل المؤشرات تؤكد أن السيطرة الصينية ستستمر لعدة سنوات قادمة.
الأسباب:

  • دعم حكومي مستمر.
  • أسعار مناسبة.
  • تقنيات تتطور بسرعة.
  • توسع شبكة الوكلاء.
  • ارتفاع أسعار الوقود محليًا.

وقد نرى في 2026–2027 دخول سيارات صينية جديدة أكثر تطورًا، بمدى يتجاوز 700 كيلومتر، وشحن فائق السرعة، وهذا سيزيد الفجوة لصالح الشركات الصينية أكثر.

الخلاصة

السيارات الكهربائية الصينية لم تعد مجرد بديل اقتصادي، بل أصبحت الخيار الأكثر واقعية وشعبية في السوق الأردنية.
قدرتها على الجمع بين:

  • السعر المناسب
  • المدى الجيد
  • التجهيزات المتقدمة
  • تكلفة التشغيل المنخفضة
  • توفر الصيانة وقطع الغيار

جعلتها تهيمن على قطاع السيارات الكهربائية في الأردن بشكل شبه كامل، مع توقعات بزيادة أكبر في السنوات القادمة.إذا أردت، أجهز لك الآن:

أضف تعليق