قدّمت هيونداي خطوة جديدة في عالم السيارات الكهربائية الرياضية عندما كشفت عن النسخة عالية الأداء من سيارتها الكهربائية IONIQ 6 N خلال ظهورها الأول في أمريكا الشمالية ضمن فعاليات معرض لوس أنجلوس للسيارات. هذا الظهور لم يكن مجرد عرض تصميمي، بل كان رسالة واضحة بأن الشركة تريد تعزيز وجودها في فئة السيارات الكهربائية القوية، وأنها مستعدة لمنافسة الشركات التي تسيطر على هذا المجال منذ سنوات.
هيونداي لم تصل فجأة إلى هذا المستوى. بل بنت حضورها خطوة بعد خطوة عبر سلسلة من الموديلات الكهربائية الناجحة مثل أيونيك 5 وIONIQ 6 N. لكن النسخة “إن” تعكس طموحًا مختلفًا؛ فهي سيارة تستهدف محبي القيادة السريعة، الذين يريدون سيارة كهربائية توفر لهم نفس الحماس الذي تقدمه السيارات الرياضية التقليدية.
من خلال هذا الظهور في لوس أنجلوس، تحاول هيونداي توصيل فكرة بسيطة: السيارات الكهربائية ليست فقط للقيادة الهادئة أو الرحلات اليومية، بل يمكن أن تكون ممتعة، قوية، ومثيرة بقدر السيارات التي تعمل بالوقود.
IONIQ 6 N تصميم خارجي يجمع بين الانسيابية والعدوانية

يظهر تصميم IONIQ 6 N إن مختلفًا بشكل واضح عن النسخة العادية، مع إضافات رياضية وحلول تهوية دقيقة تزيد من ثبات السيارة. الخطوط الانسيابية الأساسية لا تزال موجودة، لكنها أصبحت أكثر حدّة بفضل الهيكل العريض والجناح الخلفي الكبير والمصدات السفلية المعاد تصميمها.
هذه التعديلات ليست للزينة، بل لها هدف واضح: تحسين السحب الهوائي وزيادة الثبات عند السرعات العالية. فكل جزء في الهيكل تمت دراسته ليقلل من مقاومة الهواء دون التضحية بثبات السيارة على الطريق.
وحتى الإضاءة الأمامية والخلفية اكتسبت لغة تصميم أكثر جرأة. فالمصابيح تعمل بتقنية ضوئية متقدمة وتمنح السيارة شكلاً قريباً من السيارات السباقية. والنتيجة تصميم يجذب عشاق الأداء من النظرة الأولى.
مقصورة قيادة تركّز على السائق في IONIQ 6 N

عند الدخول إلى المقصورة، يظهر توجه هيونداي الواضح نحو السائق. فلوحة القيادة منخفضة، والمقاعد الرياضية ذات دعم جانبي قوي، والمقود يحمل شعار “إن” الذي يدل على خط الأداء العالي لدى الشركة. كما أن المواد المستخدمة تمنح شعورًا رياضيًا خاصًا، مع دمج الألياف الصناعية الخفيفة في عدة أماكن لتقليل الوزن.
وتم تخصيص شاشات العرض لتناسب طبيعة السيارة. فالسائق يستطيع رؤية معلومات الأداء لحظة بلحظة، مثل توزيع الطاقة، حرارة البطارية، وقوة الدفع. كما تمت إضافة وضعيات قيادة خاصة بخط “إن”، تتيح التحكم بالدفع والتسارع واستجابة المقود بطريقة أكثر دقة.
الانطباع العام أن المقصورة صُممت لتمنح شعور السيارة الرياضية الحقيقية، لا مجرد سيارة كهربائية مزودة بأداء أعلى.
محرك كهربائي ثنائي مع أداء قوي
أهم ما يميّز IONIQ 6 N إن هو قوة الأداء التي تقدمها. تعتمد السيارة على نظام دفع كهربائي ثنائي المحركات، يوفّر قوة كبيرة تجعل التسارع سريعًا وفعّالًا. ومع أن هيونداي لم تذكر الأرقام النهائية خلال الظهور الأول، إلا أن المؤكد أن السيارة تقدم مستوى أداء ينافس سيارات كهربائية رياضية من فئات أعلى.إحدى النقاط المهمة في هذه السيارة هي القدرة على الحفاظ على الأداء لفترة أطول، بفضل تحسين نظام تبريد البطارية والمحركات. ففي العديد من السيارات الرياضية الكهربائية، ينخفض الأداء بعد عدة انطلاقات قوية بسبب سخونة القطع. لكن هيونداي تقول إن نظامها قادر على الحفاظ على القوة لفترة أطول، وهو ما سيقدّره السائقون الذين يحبون القيادة الحماسية.
نظام تعليق رياضي ودقة أعلى في التوجيه في IONIQ 6 N
من الطبيعي أن تركز هيونداي في فئة “إن” على نظام التعليق، وقد قدّمت فعلاً نظامًا مطوّرًا يوفر توازناً بين التحكم والدقة. فالسيارة تعطي السائق شعورًا مباشرًا بالطريق، خصوصًا عند المنعطفات، مع تقليل ميل الهيكل يمينًا ويسارًا.
نظام التوجيه أصبح أكثر حساسية، مع استجابة أسرع لحركة المقود، مما يجعل السيارة قابلة للسيطرة عليها بسهولة حتى في ظروف القيادة السريعة.
وتم تطوير نظام الدفع ليحافظ على تماسك الإطارات عبر توزيع القوة بين العجلات بطريقة ذكية. هذا يعني قدرة أفضل على الخروج من المنعطفات وزيادة الثقة عند القيادة الرياضية.
IONIQ 6 N بطارية محسنّة لشحن أسرع ومدى أطول
بالرغم من الطبيعة الرياضية للسيارة، لم تغفل هيونداي عن نقطة المدى. فالجيل الجديد من بطاريات الشركة يدعم الشحن السريع بقدرة عالية، مما يسمح بشحن نسبة كبيرة في وقت قصير. هذا يجعل السيارة مناسبة للاستخدام اليومي، وليس فقط للقيادة الترفيهية.
كما أن التحكم الحراري للبطارية أصبح أفضل، ما يقلل من استهلاك الطاقة خلال القيادة السريعة. ومع أن المدى الرسمي لم يُعلن بعد، إلا أنه من المتوقع أن يكون مقبولًا جدًا مقارنة بالموديلات الرياضية الأخرى.
تقنيات قيادة متقدمة وأوضاع أداء قابلة للتخصيص
تأتي أيونيك 6 إن مع مجموعة من أنظمة القيادة الذكية التي تساعد السائق من دون أن تتدخل في متعة القيادة. النظام المساعد على المسار، المراقبة الأمامية، والتنبيه عن المركبات القريبة كلها موجودة، لكنها تعمل بطريقة هادئة لا تزعج السائق أثناء القيادة الحماسية.
أكثر ما يميز السيارة هو وضعيات القيادة القابلة للتعديل. فالسائق يستطيع تخصيص الاستجابة، توزيع القوة، وحتى صوت المحرك الافتراضي. صحيح أنها سيارة كهربائية وصامتة بطبيعتها، لكن بعض السائقين يحبون وجود صوت يضفي طابعًا رياضيًا، وهذا من الخيارات المتاحة.
لماذا اختارت هيونداي معرض لوس أنجلوس للظهور الأول؟
اختيار هيونداي لهذا المعرض لم يكن صدفة. سوق السيارات الكهربائية في أمريكا الشمالية ينمو بسرعة، خاصة في فئة السيارات الرياضية الكهربائية. والشركات التي تتصدر هذا السوق واضحة، وهيونداي تريد لنفسها مقعدًا بينهم.
معرض لوس أنجلوس يقدم فرصة ممتازة للوصول إلى الجمهور الذي يهتم بالأداء، التكنولوجيا، والموديلات الجديدة. كما أن المدينة تعتبر واحدة من أكبر أسواق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
الرسالة التي أرادت هيونداي إيصالها هي أن الشركة لا تقدّم فقط سيارات كهربائية اقتصادية أو عائلية، بل تستطيع تقديم سيارة كهربائية رياضية منافسة حقيقية.
منافسة مباشرة مع سيارات كهربائية رياضية أخرى
بدخول أيونيك 6 إن السوق، فإنها ستجد نفسها في مواجهة سيارات من فئات قوية. فهناك سيارات كهربائية رياضية قدمت أداءً ممتازًا في السنوات الأخيرة، وبعضها أصبح معيارًا في السوق. لكن ما يجعل هيونداي قادرة على المنافسة هو التوازن بين الأداء والسعر، حيث غالبًا ما تقدم الشركة قيمة أعلى مقابل السعر مقارنة بمنافسين يضعون أسعاراً مرتفعة.
كما أن قاعدة محبي خط “إن” لدى هيونداي تنمو عامًا بعد عام، وهو ما يمنح السيارة دعمًا ثابتًا عند الإطلاق.
خلاصة
الظهور الأول لهيونداي أيونيك 6 إن في معرض لوس أنجلوس كان خطوة مهمة للشركة لتأكيد حضورها في فئة السيارات الكهربائية الرياضية. السيارة تقدّم مزيجًا واضحًا من التصميم الجريء، الأداء القوي، والتقنيات المتقدمة، مع تجربة قيادة أقرب إلى سيارات الوقود الرياضية التقليدية.
هيونداي ترسل عبر هذا النموذج رسالة بسيطة: السيارات الكهربائية يمكن أن تكون ممتعة، قوية، وواقعية في الاستخدام اليومي في الوقت نفسه.