بعد سنوات من الاعتماد على المحركات الخارقة ذات الـ16 أسطوانة، تدخل bugatti رسميًا عالم الكهرباء بسيارتها الجديدة. التي تعيد تعريف مفهوم السرعة والفخامة في آنٍ واحد. إنها أول سيارة كهربائية بالكامل من الشركة الفرنسية العريقة. لكنها ليست مجرد تجربة، بل إعلان واضح أن المستقبل عند بوجاتي لن يكون أقل إثارة، بل أكثر دقة وهدوءًا من أي وقت مضى.
من محركات البنزين إلى الصمت الكهربائي
حين يُذكر اسم bugatti، يفكر الجميع في أصوات المحركات العالية، والسرعات التي تكسر الأرقام القياسية. لكن مع السيارة الكهربائية الجديدة، تغير المشهد. المحرك أصبح كهربائيًا بالكامل، لا صوت له تقريبًا. ومع ذلك لا يزال يحتفظ بتلك القوة التي ميّزت سيارات بوجاتي منذ عقود.
الانتقال لم يكن سهلًا، فالشركة حرصت على أن تحافظ على روح الأداء التي يعرفها عشاقها. مع إعادة تصميم كل مكوّن من الصفر ليناسب طبيعة الطاقة الكهربائية.
المحرك الكهربائي: bugatti طاقة هادئة بقوة هائلة
القلب النابض لسيارة bugatti هو نظام الدفع الكهربائي المكوّن من أربعة محركات مستقلة، واحد لكل عجلة. هذه الهندسة تمنح السيارة قدرة تحكم مذهلة في العزم وتوزيعه، وتسمح لها بالانطلاق بثبات غير مسبوق حتى على السرعات العالية.
تصل القوة الإجمالية للمحركات إلى ما يزيد عن 1500 حصان كهربائي، وهي أرقام تضعها ضمن أقوى السيارات الكهربائية في العالم.
الانطلاقة من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة تتم في أقل من 2 ثانية فقط، بفضل العزم الفوري للمحركات الكهربائية، الذي لا يحتاج لأي زمن استجابة كما في المحركات التقليدية.
البطارية: هندسة عالية لتحمل الأداء
السر وراء هذه القوة الهائلة يكمن في تصميم البطارية. بوجاتي طوّرت وحدة بطارية خاصة بها مصنوعة من خلايا عالية الكثافة، موضوعة في منتصف السيارة لتحقيق توازن مثالي بين الوزن والثبات.
تبلغ سعة البطارية نحو 120 كيلوواط/ساعة، ما يمنح السيارة مدىً يتجاوز 600 كيلومتر في ظروف القيادة العادية، وهو رقم لافت لسيارة بهذا الأداء.
نظام التبريد متطور بشكل غير مسبوق، حيث تستخدم بوجاتي قنوات تبريد سائلة تمر بين الخلايا لتبديد الحرارة الناتجة عن التسارع المستمر، دون التأثير على الكفاءة أو عمر البطارية.
أداء يليق باسم bugatti
السيارة لا تكتفي بالقوة والأرقام، بل تقدّم تجربة قيادة مختلفة تمامًا. بوجاتي أرادت أن يشعر السائق بنفس الحماس الذي تمنحه محركات البنزين، ولكن بصوت صامت وانسيابية أكبر.
نظام التعليق الذكي قادر على ضبط نفسه في أجزاء من الثانية، حسب نوع الطريق وسرعة السيارة، ما يجعل القيادة مريحة على الطرق العادية، ومستقرة بشكل مذهل عند السرعات العالية.
كما أن نظام الدفع الرباعي الكهربائي يعطي السيارة توازنًا ممتازًا حتى في المنعطفات الحادة، إذ يمكن توزيع الطاقة بين العجلات الأربع بدقة عالية حسب الحاجة.

التحكم الإلكتروني في العزم
واحدة من أبرز التقنيات التي تقدمها bugatti في هذه السيارة هي ما يُعرف بنظام “التحكم التكيفي في العزم الكهربائي“.
هذا النظام يراقب حالة الإطارات، زاوية المقود، ومستوى الجر في كل لحظة، ويعيد توزيع الطاقة بين العجلات خلال أجزاء من الثانية.
النتيجة هي استجابة فورية وحركة دقيقة تجعل السيارة تبدو وكأنها تقرأ الطريق قبل أن تصل إليه. هذه التقنية تمنح السائق إحساسًا جديدًا بالثقة، خاصة عند الانطلاق السريع أو القيادة على الطرق الزلقة.
الشحن السريع:bugatti دقائق تكفي للانطلاق مجددًا
تدرك بوجاتي أن السيارات الكهربائية الخارقة لا يمكن أن تكتفي بالأداء دون حل فعلي للشحن.
لذلك زوّدت سيارتها الجديدة بمنظومة شحن فائقة السرعة بقدرة تصل إلى 800 كيلوواط، ما يسمح بشحن البطارية من 10% إلى 80% خلال 10 دقائق فقط.
كما أن نظام إدارة الطاقة الداخلي يوازن بين الأداء واستهلاك الطاقة، بحيث لا يشعر السائق بانخفاض الأداء حتى عندما تقترب البطارية من نهايتها.
هذا النوع من الهندسة يجعل التجربة اليومية للسيارة أكثر واقعية، خاصة لمن يريد استخدامها بشكل متكرر وليس فقط للعرض.
الهواء والانسيابية: تصميم يخدم الأداء
بوجاتي لم تتخلَّ عن هويتها التصميمية. الخطوط الانسيابية لا تزال موجودة، لكن تم تعديلها لتناسب متطلبات التبريد والهواء الخاص بالأنظمة الكهربائية.
فتحات الهواء الأمامية أصبحت ذكية، تُفتح وتُغلق تلقائيًا حسب درجة حرارة البطارية والمحركات، لتقليل مقاومة الهواء.
في الخلف، تم دمج جناح ديناميكي متغير الارتفاع، يساعد في تثبيت السيارة على السرعات العالية ويعمل أيضًا كفرامل هوائية عند الكبح المفاجئ.
الداخلية: فخامة رقمية بلا ضجيج
في المقصورة، تجمع بوجاتي بين البساطة التقنية والفخامة المعتادة منها.
الشاشة المركزية تعرض كل ما يتعلق بالطاقة والبطارية ودرجة حرارة المحركات، بالإضافة إلى واجهة قيادة تفاعلية توضح توزيع العزم في الزمن الحقيقي.
المواد الداخلية مختارة بعناية: ألياف كربونية خفيفة، جلد طبيعي مُعالج، ولمسات من الألمنيوم المصقول. كل شيء يوحي بالدقة والهدوء.
حتى الأصوات داخل مقصورة bugatti مدروسة بعناية، حيث تُولّد أنظمة الصوت الداخلية ترددات خفيفة تحاكي “إحساس القوة” بدلًا من الصوت الميكانيكي للمحرك.
البرمجيات والذكاء داخل سيارة bugatti
تعمل السيارة بنظام تشغيل ذكي متصل بالسحابة، يتيح مراقبة الأداء والصيانة بشكل لحظي.
يمكن للسائق الحصول على تحديثات برمجية عبر الإنترنت لتحسين التحكم في العزم أو تعزيز مدى البطارية.
كما أن النظام مزوّد بخاصية القيادة المساعدة المتقدمة، التي تستخدم الرادارات والكاميرات لرصد الطريق وضبط التسارع والمكابح تلقائيًا عند الحاجة، دون أن تفقد إحساس القيادة الحقيقي.
الأداء البيئي دون المساس بالهوية
رغم أن بوجاتي انتقلت إلى الكهرباء، فإنها لم تفعل ذلك لمجرد مجاراة السوق.
الشركة ترى في الكهرباء وسيلة للحفاظ على أدائها الأسطوري دون إضرار البيئة.
فسيارة bugatti الجديدة تصدر انبعاثات صفرية، وتستخدم مواد قابلة لإعادة التدوير في أجزاء من هيكلها، لكنها ما زالت بوجاتي التي يعرفها الجميع: سريعة، فاخرة، ومهندسة بعناية لا تُصدق.
السعر والتوفر
حتى الآن، لم تعلن بوجاتي عن السعر النهائي. لكن من المتوقع أن يتجاوز مليونَي يورو، مما يجعلها واحدة من أغلى السيارات الكهربائية في العالم.
الإنتاج سيكون محدودًا بعدد لا يتجاوز 300 وحدة في السنوات الأولى، مع خطط للتوسع التدريجي حسب الطلب والأسواق.
ومع هذا السعر، لا تبيع بوجاتي مجرد سيارة كهربائية. بل تجربة متكاملة من القوة الهادئة، تجمع بين الماضي المجيد والمستقبل الصامت.