XPENG تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بتسليم 42,013 سيارة كهربائية في أكتوبر

Photo of author

By Sihem Braiek

شهد شهر أكتوبر أداءً استثنائيًا لشركة XPENG الصينية المتخصصة في السيارات الكهربائية، بعد أن أعلنت عن تسليم 42,013 سيارة خلال شهر واحد فقط، وهو أعلى رقم في تاريخ الشركة حتى الآن. هذا الرقم لا يعكس مجرد مبيعات قوية، بل يؤكد أن XPENG بدأت تثبت نفسها كلاعب أساسي في سوق السيارات الكهربائية العالمي، إلى جانب شركات كبرى مثل تسلا وبي واي دي.

إنجاز جديد يعكس نموًا متسارعًا

منذ تأسيسها عام 2014، سعت XPENG إلى بناء هوية مختلفة عن باقي الشركات الصينية. فهي لا تركز فقط على السعر أو التصميم، بل على الذكاء البرمجي داخل السيارة. وفي أكتوبر، أظهرت الأرقام أن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها.

الشركة حققت زيادة بنسبة تفوق 30% مقارنة بشهر سبتمبر، وارتفاعًا سنويًا يتجاوز 230% في عدد السيارات المسلمة. هذه الأرقام تعكس الطلب المتزايد على طرازاتها الحديثة، خاصة سياراتها الذكية المزودة بأنظمة القيادة الذاتية المتقدمة.

ما الذي جعل أكتوبر شهرًا مميزًا لشركة XPENG؟

هناك عدة أسباب وراء هذا الأداء القوي:

  1. ارتفاع الطلب على الطراز XPENG G6
    هذا الطراز، الذي أطلق في منتصف العام، أصبح بسرعة أحد أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في فئته في الصين. يجمع بين السعر المناسب، المدى الطويل للشحن، والتصميم العصري الذي جذب فئة الشباب.
  2. تحسين قدرات الإنتاج في المصانع
    خلال الأشهر الأخيرة، وسّعت XPENG قدراتها التصنيعية في مصنعها بمدينة قوانغتشو، مما سمح بزيادة الإنتاج دون تأخير في التسليم.
  3. توسّع شبكة المبيعات والشحن
    الشركة ركزت على فتح مزيد من صالات العرض ومحطات الشحن في المدن الصينية الكبرى، بالإضافة إلى إطلاق حملات تجريبية للسيارات في أوروبا، خصوصًا في ألمانيا والنرويج.

XPENG G6 يقود المبيعات

من بين 42,013 سيارة تم تسليمها، شكّل طراز G6 نسبة كبيرة تجاوزت 60%. والسبب بسيط: السيارة تمثل الجيل الجديد من سيارات XPENG التي تدمج بين الأداء والكفاءة والذكاء الصناعي.

السيارة تعتمد على منصة SEPA 2.0 التي طورتها الشركة داخليًا، وهي بنية مرنة يمكن من خلالها تطوير عدة طرازات بسرعة وكفاءة. كما تدعم نظام القيادة الذاتية XPILOT 4.0، الذي يتيح للسائق التحكم في المسار والسرعة تلقائيًا في بيئات حضرية معقدة.

المنافسة مع تسلا وبي واي دي

رغم أن XPENG ما زالت أصغر حجمًا من تسلا أو BYD، إلا أن نموها السريع بدأ يلفت الانتباه. فبينما تستمر BYD في السيطرة على السوق المحلي بفضل حجم إنتاجها الضخم، تسعى XPENG إلى جذب العملاء الذين يبحثون عن سيارة كهربائية ذكية بحق — ليست مجرد وسيلة نقل، بل نظام تقني متكامل.

في المقابل، تواجه تسلا منافسة شرسة في الصين بعد أن خفضت أسعار بعض طرازاتها. لكن XPENG تحاول التميّز من خلال واجهة برمجية أكثر انفتاحًا وتحديثات مستمرة عبر الإنترنت، تشبه ما تقدمه شركات الهواتف الذكية.

التوسع في الأسواق العالمية ل XPENG

تدرك XPENG أن السوق المحلي وحده لا يكفي. لذلك بدأت منذ فترة بالتحضير للتوسع في أوروبا، وهي خطوة محسوبة تهدف إلى تعزيز مكانتها كشركة عالمية.

في أكتوبر، أعلنت الشركة عن بدء تسليم أول دفعات من سيارات G9 وP7 في ألمانيا والسويد، مع خطط لتوسيع العمليات إلى فرنسا وهولندا في النصف الأول من 2025. هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع لجعل XPENG علامة معروفة في الأسواق الغربية، لا مجرد شركة صينية محلية.

استراتيجية التركيز على البرمجيات

من أبرز ما يميز XPENG عن منافسيها هو تركيزها العميق على البرمجيات. فالشركة تعتبر نفسها “شركة برمجيات تصنع سيارات”، وليس العكس.

كل طراز جديد مزود بنظام تشغيل داخلي مطور بالكامل داخل الشركة، يتيح للمستخدم التحكم في كل شيء — من نظام الترفيه إلى القيادة الذاتية — عبر واجهة ذكية يمكن تحديثها عبر الإنترنت.

هذا النهج يضمن بقاء السيارة “حية تقنيًا” حتى بعد سنوات من شرائها، وهو ما يعزز الثقة لدى العملاء ويقلل الحاجة لتغيير السيارة بسرعة.

معرض لسيارات شركة XPENG بحضور المسؤولين عن الشركة

دعم حكومي واستثمار في الذكاء الاصطناعي

النجاح الأخير لـ XPENG لم يأتِ بمعزل عن الدعم الحكومي الصيني الذي يشجع الشركات المحلية على تطوير تقنيات الطاقة النظيفة. إضافة إلى ذلك، استثمرت الشركة بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين أداء أنظمة القيادة الذاتية.

ويبدو أن هذا الاستثمار بدأ يؤتي ثماره، إذ أظهرت اختبارات القيادة الذاتية في المدن الكبرى مثل شنجن وشنغهاي نتائج واعدة، جعلت XPENG من أوائل الشركات التي تمتلك أنظمة قيادة حقيقية قابلة للاستخدام اليومي داخل المدن الصينية.

تحديات النمو السريع لشركة XPENG

لكن رغم النجاح الكبير، لا يخلو المشهد من التحديات. فالنمو السريع قد يسبب ضغطًا على سلسلة التوريد وجودة الإنتاج. كما أن المنافسة المتزايدة من عشرات الشركات الصينية الصغيرة قد تضغط على الأسعار.

XPENG تحاول مواجهة هذه التحديات من خلال:

  • تحسين إدارة الإنتاج عبر الذكاء الصناعي.
  • تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.
  • الاستثمار في مصانع محلية لإنتاج البطاريات والمكونات الحساسة.

نحو مستقبل أكثر استقرارًا

الرقم القياسي الجديد في أكتوبر لا يمثل فقط نجاح شهر واحد، بل يعكس مسارًا تصاعديًا مستمرًا. إذا واصلت XPENG هذا الأداء خلال الأشهر المقبلة، فقد تتجاوز حاجز 400 ألف سيارة سنويًا بحلول نهاية 2025، وهو رقم سيضعها بين أكبر خمس شركات سيارات كهربائية في العالم.

كما تخطط الشركة لإطلاق طرازين جديدين في عام 2026، أحدهما موجه لفئة السيارات العائلية، والآخر لقطاع المركبات الفاخرة، في محاولة لتوسيع حضورها في أكثر من شريحة من السوق.

خلاصة

ما حققته XPENG في أكتوبر هو نتيجة واضحة لاستراتيجية ذكية تجمع بين البرمجيات، الإنتاج الفعال، والتوسع المدروس. في وقت تتباطأ فيه بعض الشركات الكبرى، تثبت XPENG أن السوق الصيني ما زال قادرًا على مفاجأة العالم.

قد لا تكون الأكبر بعد، لكنها بالتأكيد من الأكثر طموحًا وابتكارًا في عالم السيارات الكهربائية اليوم.
وإذا استمرت بهذا الإيقاع، فقد نرى خلال السنوات القادمة تحول XPENG من شركة صاعدة إلى اسم عالمي يقف جنبًا إلى جنب مع تسلا وبي واي دي.

أضف تعليق