هيونداي أيونيك 9 تفوز بلقب “سيارة العام الفاخرة في ألمانيا”

Photo of author

By Sihem Braiek

هيونداي تواصل صعودها القوي في عالم السيارات الكهربائية، وهذه المرة مع إنجاز لافت في قلب أوروبا. فقد أعلنت لجنة التحكيم في جوائز “سيارة العام في ألمانيا 2025” عن فوز هيونداي أيونيك 9 بلقب السيارة الفاخرة للعام، لتصبح بذلك أول سيارة كورية تنال هذا التتويج في فئةٍ كانت لسنوات حكرًا على الأسماء الألمانية الكبرى مثل مرسيدس وبي إم دبليو وأودي.

هذا الفوز لا يعبّر فقط عن سيارة جديدة ناجحة، بل عن تحول حقيقي في النظرة إلى السيارات الكورية، التي انتقلت من منافس اقتصادي بسيط إلى منافس فاخر قادر على تحدي أعرق العلامات الأوروبية.

تصميم يجمع بين الفخامة والابتكار

من النظرة الأولى، تفرض هيونداي أيونيك 9 حضورها. التصميم الخارجي يعكس هوية مستقبلية واضحة، بخطوط مستقيمة وإضاءة أمامية على شكل نقاط رقمية تمتد عبر الواجهة، في أسلوب مستوحى من الطرازات السابقة في عائلة IONIQ لكنه أكثر جرأة وأناقة.

الهيكل يجمع بين القوة والانسيابية. الأبواب المخفية المقابض، والإطارات الكبيرة ذات التصميم الانسيابي، والسطح الأملس الخالي من الزوايا الحادة، كلها تفاصيل تؤكد أن أيونيك 9 ليست مجرد سيارة كهربائية، بل قطعة هندسية مصممة لتلفت الأنظار أينما ظهرت.

وفي الداخل، تواصل فلسفة التصميم الهادئ التي تعتمدها هيونداي مؤخرًا. المقصورة فسيحة جدًا، مع خامات فاخرة تعتمد على مواد مستدامة مثل الجلد النباتي والأقمشة المعاد تدويرها. لوحة القيادة بسيطة لكنها متطورة، بشاشتين عريضتين مدمجتين، ونظام إضاءة داخلية متغير يخلق أجواء مريحة حسب مزاج السائق.

راحة تشبه تجربة الصالون الفاخر

فئة “السيارة الفاخرة” لا تُمنح لأي مركبة بسهولة، خاصة في ألمانيا. لكن أيونيك 9 أثبتت أنها تستحق اللقب بجدارة. الراحة الداخلية استثنائية: المقاعد الخلفية قابلة للإمالة مع مسند للأرجل، ونظام تكييف ذكي مستقل لكل صف من المقاعد، وعزل صوتي متطور يجعل المقصورة هادئة حتى عند السرعات العالية.

المساحة الواسعة تجعلها أقرب إلى غرفة معيشة متنقلة، وليس مجرد سيارة. هذه المقاربة الجديدة للفخامة — القائمة على الهدوء والمساحة بدلاً من المبالغة في الزخارف — هي ما جعل لجنة التحكيم تشيد بها.

هيونداي لم تكتفِ بالتجهيزات، بل أولت اهتمامًا لتجربة المستخدم اليومية، حيث يمكن التحكم في معظم إعدادات السيارة عبر الأوامر الصوتية، أو عبر تطبيق على الهاتف يسمح بتبريد المقصورة مسبقًا، ومراقبة الشحن عن بُعد، وحتى تشغيل السيارة دون مفتاح.

قوة كهربائية صافية

من حيث الأداء، تأتي أيونيك 9 مبنية على منصة E-GMP التي تعتمدها هيونداي في جميع طرازاتها الكهربائية الحديثة، وهي منصة مصممة خصيصًا للسيارات الكهربائية وليس المعدّلة من سيارات بنزين.

السيارة متوفرة بعدة نسخ من حيث القوة والمدى. النسخة الأساسية تعمل بمحرك واحد ودفع خلفي، بينما النسخة الأعلى تأتي بمحركين ونظام دفع رباعي يولّد أكثر من 380 حصانًا. التسارع من 0 إلى 100 كم/س يتم في حوالي 5 ثوانٍ، وهي أرقام تضعها في مستوى سيارات فاخرة أوروبية أغلى منها بكثير.

أما مدى القيادة فيبلغ نحو 600 كيلومتر في الشحنة الواحدة بفضل بطارية كبيرة من نوع 77.4 كيلوواط ساعي، مع إمكانية شحن سريع بقدرة تصل إلى 350 كيلوواط، ما يعني إمكانية شحن البطارية من 10 إلى 80٪ خلال أقل من 20 دقيقة.

سيارة هيونداي أيونيك 9

التكنولوجيا: عندما تلتقي الراحة بالذكاء

هيونداي أيونيك 9 ليست فقط فخمة في شكلها أو سريعة في أدائها، بل ذكية أيضًا.
النظام التقني داخل السيارة يعتمد على واجهة رقمية متكاملة تربط الهاتف، السيارة، وحتى المنزل الذكي.
يمكن للسائق أن يتحكم في الإنارة المنزلية أو نظام التكييف المنزلي من شاشة السيارة نفسها، بفضل تكاملها مع نظام SmartThings التابع لشركة سامسونغ.

كما تدعم السيارة تحديثات “عن بُعد” (OTA) لجميع أنظمة القيادة، ما يعني أن أي تحسين مستقبلي في الأداء أو الأمان يمكن أن يُضاف تلقائيًا دون الحاجة للذهاب إلى مركز الصيانة.
أما نظام القيادة المساعدة المتطور، فيشمل التوجيه الذاتي في المسارات، والمساعدة في تغيير المسار تلقائيًا، والتحكم الذكي في السرعة حسب حركة المرور.

وواحدة من أبرز الميزات هي نظام V2L، الذي يسمح للسيارة بإمداد الأجهزة بالكهرباء، سواء لتشغيل أدوات التخييم أو شحن دراجة كهربائية، أو حتى تشغيل أجهزة منزلية صغيرة أثناء انقطاع التيار.

الفخامة الكورية تغزو أوروبا

فوز أيونيك 9 في ألمانيا لم يكن صدفة. فقد واجهت السيارة منافسة شرسة من علامات أوروبية معروفة بسياراتها الفاخرة مثل أودي Q8 e-tron وبي إم دبليو iX. ومع ذلك، تمكنت هيونداي من التفوق بفضل المزيج المتوازن بين الفخامة، التكنولوجيا، والسعر.

التحكيم في هذه الجائزة يعتمد على مجموعة من الخبراء والصحفيين المتخصصين في السيارات، الذين يقومون بتجربة النماذج في اختبارات مكثفة تشمل الأداء، الراحة، الجودة، والابتكار.
وبحسب اللجنة، فإن أيونيك 9 قدمت “أفضل تجربة فخمة في سيارة كهربائية متعددة الاستخدامات، تجمع بين التصميم الأنيق والتكنولوجيا الذكية والسعر المنطقي.”

هيونداي تغيّر قواعد اللعبة

من الواضح أن هيونداي لم تعد مجرد شركة تصنع سيارات اقتصادية. خلال السنوات الأخيرة، تبنّت الشركة رؤية جديدة تضع الابتكار في قلب كل منتج.
عائلة IONIQ أصبحت مثالًا على هذا التحول: أيونيك 5 كانت البداية، أيونيك 6 رسخت مكانة الشركة في التصميم الديناميكي، والآن أيونيك 9 تضعها في مواجهة مباشرة مع أفخم العلامات في السوق العالمي.

هيونداي تستثمر بشكل ضخم في البحث والتطوير، وتعمل على تقنيات جديدة للبطاريات، وأنظمة القيادة الذاتية، والذكاء الاصطناعي داخل السيارات.
والمثير أن كل ذلك يتم مع الحفاظ على أسعار تنافسية تجعل سياراتها في متناول فئة واسعة من المستخدمين، وهو ما لا تقدمه معظم السيارات الأوروبية الفاخرة.

مستقبل السيارات الفاخرة يتغيّر

الرسالة الأهم من فوز أيونيك 9 ليست فقط أن هيونداي نجحت، بل أن مفهوم الفخامة نفسه تغيّر.
لم تعد الفخامة مرتبطة بالجلود الطبيعية أو المحركات الضخمة، بل أصبحت مرتبطة بالتجربة الذكية، بالراحة اليومية، وبالتقنيات التي تسهّل حياة المستخدم.
السيارة الفاخرة اليوم هي تلك التي تفهمك، وليس فقط تلك التي تبهرك.

أيونيك 9 تعبّر عن هذا التوجه الجديد بوضوح. فهي مريحة، نظيفة بيئيًا، ذكية، ومتصلة بكل ما حولك. إنها سيارة صُممت لتكون جزءًا من حياتك، وليس مجرد وسيلة نقل.

فوز هيونداي أيونيك 9 بلقب سيارة العام الفاخرة في ألمانيا هو إنجاز رمزي مهم. لأنه يحدث في بلد يُعتبر مهد صناعة السيارات الفاخرة في العالم.
لكن الأهم من الجائزة هو ما تمثّله: اعتراف رسمي من أوروبا بأن السيارات الكورية أصبحت تضاهي، بل وتتفوق أحيانًا، على الأسماء التي سيطرت لعقود على فئة الفخامة.

هيونداي لم تعد تسعى فقط إلى منافسة الآخرين، بل أصبحت تحدد معايير جديدة.
وإذا استمرت بهذا الإيقاع من التطور، فقد نرى خلال سنوات قليلة سياراتها في قمة تصنيفات الفخامة، ليس فقط في ألمانيا، بل في العالم كله.

أضف تعليق