في خطوة جديدة نحو تسريع التحول إلى وسائل النقل النظيفة،بريطانيا تعلن عن حوافز جديدة لشراء السيارات الكهربائية عبر إطلاق حزمة دعم مالي جديدة تستهدف مشتري السيارات الكهربائية. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مبيعات السيارات الكهربائية في السوق المحلي، وتحقيق أهداف الدولة في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
دعم حكومي مباشر يصل إلى 3750 جنيه إسترليني
أعلنت وزارة النقل البريطانية أن كل من يشتري سيارة كهربائية جديدة بسعر لا يتجاوز 37,000 جنيه إسترليني سيكون مؤهلاً للحصول على دعم مالي مباشر بقيمة تصل إلى 3750 جنيه إسترليني. ويُصرف هذا الدعم مباشرة عند الشراء، ويتم خصمه من السعر النهائي للسيارة، مما يسهل على المستهلكين دخول سوق السيارات الكهربائية دون عبء مالي كبير.
دعم إضافي لبعض الفئات
ولم تتوقف الحوافز عند هذا الحد، بل تشمل الحزمة أيضًا دعمًا جزئيًا بقيمة 1500 جنيه إسترليني لطرازات أقل من حيث الكفاءة البيئية، بشرط ألا يتجاوز سعرها الحد الأعلى. ويأتي هذا التدرج في قيمة الدعم ضمن خطة حكومية تشجع المستهلكين على اختيار الطرازات الأنظف والأكثر استدامة.
هدف الحكومة: تعزيز الانتقال إلى السيارات الكهربائية قبل 2030
تسعى بريطانيا لإنهاء بيع السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2030. ويمثل هذا الدعم الجديد خطوة ضرورية لتعزيز الطلب على السيارات الكهربائية، خاصة من قبل الأفراد، بعد أن أظهرت الإحصاءات الأخيرة أن نسبة مبيعات المركبات الكهربائية لدى المستهلكين العاديين لا تتجاوز 20% من إجمالي السوق.
تراجع الطلب الفردي يدفع الحكومة للتحرك
بعد توقف برنامج الدعم السابق في عام 2022، شهد السوق البريطاني للسيارات الكهربائية تباطؤًا في الطلب من قبل الأفراد. في المقابل، استمرت الشركات والهيئات الحكومية في شراء السيارات الكهربائية بوتيرة متسارعة، ما أدى إلى خلل في التوازن بين مبيعات الأساطيل والمستهلكين العاديين.
ولهذا، جاء الإعلان الأخير كاستجابة مباشرة للضغوط التي مارستها شركات السيارات وجماعات الضغط البيئي، والتي طالبت بضرورة إعادة الدعم لتشجيع المواطنين على التحول إلى السيارات الكهربائية.
من المستفيد من هذه الحوافز؟
السيارات المشمولة بالدعم
يشمل الدعم الطرازات الكهربائية الجديدة التي لا يتجاوز سعرها 37 ألف جنيه إسترليني، وتشمل علامات تجارية مثل:
- نيسان ليف (Nissan Leaf)
- فورد موستانغ Mach-E النسخة الاقتصادية
- كيا نيرو EV
- MG4 الكهربائية
- فولكس فاجن ID.3 (النسخ الأساسية)
بينما تُستبعد الطرازات الفاخرة مثل Tesla Model Y وBMW i4 وMercedes EQS من قائمة الدعم، كونها تتجاوز سقف السعر المحدد.
شروط الاستفادة
- شراء السيارة من موزع معتمد في بريطانيا.
- أن تكون السيارة جديدة كليًا وغير مسجلة سابقًا.
- أن تتطابق السيارة مع المعايير البيئية المحددة في البرنامج الحكومي.
- ألا يتجاوز السعر النهائي للسيارة بعد الخصومات 37,000 جنيه إسترليني.
تعزيز البنية التحتية للشحن الكهربائي
بالإضافة إلى الحوافز المالية، أعلنت الحكومة عن استثمار إضافي قدره 63 مليون جنيه إسترليني لتحسين شبكة الشحن الكهربائية العامة. ويشمل هذا الدعم تمويل البلديات لتركيب أجهزة شحن جديدة، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها مواقف خاصة أو شواحن منزلية.
أهداف هذا الاستثمار:
- توفير شواحن كهربائية في المناطق الريفية والضواحي.
- تركيب كابلات شحن تحت الأرصفة في الشوارع السكنية.
- تحسين توزيع الشحن السريع في محطات الطرق السريعة.
- تقليل “قلق المدى” لدى المستهلكين من خلال تسهيل الوصول إلى الشواحن.
كيف يؤثر هذا القرار على سوق السيارات في بريطانيا؟
يتوقع المحللون أن يؤدي الدعم الجديد إلى:
- زيادة الطلب على السيارات الكهربائية الرخيصة، خصوصًا من المستهلكين لأول مرة.
- دعم التصنيع المحلي، من خلال تعزيز الطلبيات على سيارات تنتجها شركات بريطانية أو داخل البلاد.
- خفض الفارق السعري بين السيارات الكهربائية والاحتراق الداخلي.
- تسريع التحول إلى النقل المستدام، مما يساهم في خفض التلوث وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
آراء الخبراء في قطاع السيارات
يقول “جون مارتن”، خبير في قطاع السيارات في لندن:
“لقد كان السوق بحاجة ماسة إلى هذا النوع من الحوافز، فالمستهلك العادي لا يستطيع تحمل تكاليف سيارة كهربائية دون دعم. هذا القرار سيعيد التوازن ويمنح ثقة للمستهلك البريطاني”.
أما “كاميلا ويست”، الباحثة في شؤون البيئة فتضيف:
“إضافة الدعم للبنية التحتية أمر حاسم. فالكثير من العائلات تتردد في شراء سيارة كهربائية ليس بسبب السعر فقط، بل بسبب صعوبة الشحن. توسيع شبكة الشحن سيغير ذلك.”
هل تنجح بريطانيا في تحقيق أهداف 2030؟

رغم أن هذه الخطوة تعد إيجابية وضرورية، إلا أن هناك تحديات حقيقية أمام الحكومة:
- ارتفاع أسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة البطاريات.
- بطء وتيرة تركيب الشواحن العامة في بعض الأقاليم مثل ويلز وشمال أيرلندا.
- التفاوت الإقليمي في استخدام السيارات الكهربائية.
لكن مع الالتزام الحكومي الحالي وتخصيص ميزانيات حقيقية، يبدو أن المملكة المتحدة تسير في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها البيئية، بشرط استمرار الدعم والمتابعة.
مقارنة مع دول أخرى
بالمقارنة مع فرنسا وألمانيا، لا تزال بريطانيا متأخرة نسبيًا في نسب التبني الكامل للسيارات الكهربائية. ففي النرويج، على سبيل المثال، تمثل السيارات الكهربائية أكثر من 80% من مبيعات السيارات الجديدة. ويرجع هذا إلى الحوافز الكبيرة، والإعفاءات الضريبية، والبنية التحتية المتقدمة.
ومع ذلك، فإن إعادة إطلاق الدعم في بريطانيا يمثل بداية جديدة ستقربها من هذه الدول، خصوصًا إذا استمر البرنامج لعدة سنوات وتم توسيعه.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
هل تشمل الحوافز السيارات المستعملة؟
لا، تقتصر الحوافز على السيارات الكهربائية الجديدة فقط.
هل يمكن الاستفادة من الحوافز عند شراء السيارة بالتقسيط؟
نعم، طالما يتم شراء السيارة من موزع معتمد وتنطبق عليها الشروط.
متى يبدأ العمل بالحوافز؟
ابتداءً من 16 يوليو 2025، ويمكن للموزعين تقديم الخصم مباشرة للعملاء المؤهلين.
تُظهر بريطانيا مجددًا التزامها بالتحول إلى مستقبل نظيف ومستدام من خلال حزمة دعم السيارات الكهربائية الجديدة. هذه الخطوة لن تعزز فقط مبيعات EV، بل ستساعد أيضًا في بناء مجتمع بيئي أكثر مسؤولية، يُقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويضع البلاد في مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقة الخضراء.
إذا كنت تفكر في شراء سيارة كهربائية في المملكة المتحدة، فقد يكون الآن هو الوقت المثالي للاستفادة من الدعم الجديد والانضمام إلى ثورة النقل النظيفة فأن بريطانيا تعلن عن حوافز جديدة لشراء السيارات الكهربائية.