الدول التي تتصدر السباق الكهربائي في 2025: من يقود مستقبل السيارات؟

Photo of author

By Sihem Braiek

شهد عام 2025 قفزة غير مسبوقة في مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم، مع ازدياد الإقبال على وسائل النقل النظيفة، وارتفاع الوعي البيئي لدى الأفراد، وتكثيف الحكومات لسياساتها الداعمة للتحول نحو الطاقة المستدامة. ولأول مرة في تاريخ سوق السيارات، باتت السيارات الكهربائية تحتل مكانة مركزية في خطط الدول الصناعية والناشئة على حد سواء. ولكن يبقى السؤال الأهم: من هي الدول التي تتصدر السباق الكهربائي في 2025؟ ومن أين تستمد قوتها في هذا المجال؟

الصين: القائد بلا منازع

قوة الصين في مبيعات السيارات الكهربائية في 2025

لا يمكن الحديث عن السيارات الكهربائية دون البدء بالصين، التي أصبحت اللاعب الأهم في هذا السوق الضخم. في عام 2025، تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين حاجز 9.5 مليون مركبة خلال الأشهر العشرة الأولى فقط، مما يمثل أكثر من 50% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في البلاد.

ترتكز قوة الصين في هذا المجال على عدة عناصر حاسمة:

  • دعم حكومي قوي من خلال حوافز مالية، وتخفيضات ضريبية، وتسهيلات على التراخيص.
  • هيمنة صناعية عبر شركات محلية رائدة مثل BYD، NIO، XPeng، وGeely التي أصبحت تنافس تيسلا عالمياً.
  • سلاسل توريد محلية قوية تغطي إنتاج البطاريات، الإلكترونيات، والمحركات، مما يمنحها استقلالية كبيرة.
  • استثمارات ضخمة في البنية التحتية لشحن السيارات، حيث أصبحت محطات الشحن السريع شائعة في جميع المدن الصينية.

واللافت أن الصين لا تكتفي بتغطية احتياجاتها المحلية فحسب، بل أصبحت أيضاً مُصدّراً رئيسياً للسيارات الكهربائية إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ما يرسّخ مكانتها كزعيمة عالمية في هذا القطاع.

أوروبا: تفوق أخلاقي وتقني

أوروبا بدورها تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل كهربائي بالكامل. تدعم دول الاتحاد الأوروبي خطة طموحة تقضي بمنع بيع السيارات العاملة بالبنزين والديزل بحلول عام 2035، وهو ما حفّز صعوداً ملحوظاً في مبيعات السيارات الكهربائية. ففي عام 2025، وصلت نسبة السيارات الكهربائية إلى أكثر من 40% من إجمالي المبيعات الجديدة في دول مثل ألمانيا، فرنسا، وهولندا.

تُعد النرويج الحالة الأكثر تفرداً على مستوى العالم، حيث تجاوزت حصة السيارات الكهربائية فيها 90% من المبيعات الجديدة. ويعود هذا النجاح إلى:

  • ضرائب مرتفعة على السيارات العاملة بالوقود التقليدي.
  • إعفاء السيارات الكهربائية من رسوم الطرق والعبور.
  • بنية تحتية متقدمة للغاية لشحن السيارات.

أما ألمانيا، فهي تقود أوروبا صناعياً عبر مجموعة فولكس فاجن ومرسيدس وبي إم دبليو، التي تطرح طرازات كهربائية منافسة عالمياً. فيما تواصل فرنسا دعم المستهلكين عبر حوافز تصل إلى 7,000 يورو عند شراء سيارة كهربائية جديدة، بالإضافة إلى مشاريع ضخمة لبناء محطات شحن في الأحياء السكنية والطرق السريعة.

الولايات المتحدة: تيسلا تفقد الريادة

في الولايات المتحدة، لا تزال السيارات الكهربائية تنمو ولكن بوتيرة أبطأ من الصين وأوروبا. ارتفعت المبيعات بنسبة 22% في عام 2025 مقارنة بالعام السابق، ولكن اللافت هو انخفاض حصة شركة تيسلا التي لطالما قادت هذا القطاع.

بدأت شركات مثل جنرال موتورز، فورد، وريفيان تكتسب حصصاً سوقية متزايدة، خصوصاً بعد إطلاق طرازات بأسعار أقل وتجهيزات منافسة. كما ساهمت الإعفاءات الضريبية الفيدرالية، التي تصل إلى 7,500 دولار، في تحفيز السوق.

لكن التحديات ما زالت قائمة، وأهمها:

  • ضعف البنية التحتية لشحن السيارات في المناطق الريفية.
  • قلق المستهلكين من مدى السير الفعلي.
  • غلاء بعض الطرازات الكهربائية مقارنة بالبنزين.

مع ذلك، تبقى الولايات المتحدة قوة لا يُستهان بها، خاصة إذا نجحت في تسريع مشاريع الشحن وتحسين كفاءة الإنتاج المحلي للبطاريات.

كوريا الجنوبية واليابان: العملاقان الصامتان

تلعب كل من كوريا الجنوبية واليابان دوراً استراتيجياً في سوق السيارات الكهربائية، رغم أن مبيعاتهما الداخلية لا تضاهي الصين أو أوروبا. ولكن أهميتهما تكمن في التكنولوجيا والتصنيع.

  • هيونداي وكيا الكوريتان تحققان نجاحات كبيرة في أوروبا وأمريكا بطرازات مثل Ioniq وEV6.
  • تويوتا ونيسان اليابانيتان بدأت فعلياً في طرح طرازات كهربائية بالكامل بعد سنوات من التركيز على السيارات الهجينة.

ورغم أن اليابان تأخرت نسبياً في تبني السيارات الكهربائية، إلا أن تركيزها على تطوير بطاريات الحالة الصلبة قد يمنحها الأفضلية التكنولوجية في السنوات القادمة.

الخليج العربي: بداية واعدة نحو الكهرباء

تشهد دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، نمواً ملحوظاً في مبيعات السيارات الكهربائية خلال 2025، مدفوعة برؤية مستقبلية تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد.

في السعودية، أطلقت الحكومة مشروع “لوسِد موتورز” بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة لإنتاج سيارات كهربائية محلياً. كما تم إطلاق مبادرات لتوفير محطات شحن على الطرق السريعة وفي المجمعات التجارية.

أما الإمارات، فقد تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية فيها 10% من إجمالي المبيعات الجديدة، خاصة في دبي وأبوظبي، بفضل الحوافز والإعفاءات الجمركية، بالإضافة إلى نشر محطات شحن ذكية تعمل بالطاقة الشمسية.

الهند: نمو سريع رغم التحديات

الهند واحدة من أكبر الأسواق الواعدة للسيارات الكهربائية، خصوصاً في الفئة الاقتصادية والدراجات الكهربائية. ورغم التحديات المتعلقة بالبنية التحتية، فإن مبيعات المركبات الكهربائية ارتفعت بنسبة 45% خلال 2025، بدعم من:

  • برنامج حكومي لدعم الصناعات الكهربائية المحلية.
  • إعفاءات ضريبية على الشراء.
  • خطط لتطوير مليون محطة شحن خلال السنوات الخمس القادمة.

لكن لا تزال الفجوة كبيرة بين المدن الكبرى والمناطق الريفية التي تفتقر إلى الكهرباء المستقرة، مما يعيق الانتشار الأوسع.

من هي الدول التي تتصدر السباق الكهربائي في 2025؟

باستعراض الأرقام والاتجاهات، يتضح أن:

  • الصين تقود السباق كمياً وتكنولوجياً.
  • أوروبا تحتل المركز الثاني مع تفوق نوعي في الاستدامة والتشريعات البيئية.
  • الولايات المتحدة تمر بمرحلة إعادة ترتيب داخلية، مع تراجع تيسلا وصعود منافسين جدد.
  • كوريا واليابان تواصلان الريادة في البطاريات والتقنيات المستقبلية.
  • دول الخليج تبدأ خطوات جادة رغم تأخر البداية.
  • الهند تقدم نموذجاً مميزاً للأسواق الناشئة.

الخلاصة: مستقبل التنقل كهربائي بلا شك

مع تسارع التغير المناخي والضغوطات البيئية، لم يعد التحول إلى السيارات الكهربائية خياراً، بل أصبح ضرورة حتمية. والدول التي تستثمر اليوم في البنية التحتية، التكنولوجيا، والتشريعات، ستجني فوائد اقتصادية وبيئية هائلة في المستقبل.

ومع دخول عام 2026، من المتوقع أن تتسارع المنافسة أكثر، وتصبح السيارات الكهربائية الخيار الأول لملايين المستهلكين حول العالم. الدول التي تتصدر السباق الكهربائي في 2025 لا تزال في بدايتها، ولكن الرؤية أصبحت أكثر وضوحاً: المستقبل كهربائي، ومن لا يُواكب اليوم، سيتأخر كثيراً غداً.

🔹 تابع صفحتنا لتعرف المزيد عن السيارات الكهربائية في العالم، على الرابط التالي https://electricarab.com/

أضف تعليق