التزام المملكة المتحدة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفر بحلول 2050 يعتمد بشكل كبير على استبدال ملايين السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بسيارات كهربائية. ولكن الانتقال إلى النقل الكهربائي ليس مجرد مسألة تصنيع سيارات جديدة وتركيب شواحن، بل هو أيضًا تحدٍ كبير في توليد الطاقة يمكن أن يضغط على شبكة الكهرباء بشكل غير مسبوق.
في عام 2023، استهلكت وسائل النقل في المملكة المتحدة نحو 46 مليون لتر من البنزين والديزل. إذا تم تحويل هذا إلى كهرباء، فإنها تعادل 49.5 جيجاوات من الطاقة المستمرة طوال العام، وهو ما يزيد بحوالي ثلث عن قدرة توليد الكهرباء الحالية في المملكة المتحدة.
هل تكفي الشبكة لتلبية هذا الطلب؟
في حال تم تحويل المملكة المتحدة بالكامل إلى سيارات كهربائية، فإن كمية الطاقة المطلوبة ستنخفض إلى حوالي 20 جيجاوات فقط، بعد أخذ كفاءة السيارات الكهربائية في الحسبان مقارنة بمحركات البنزين والديزل. ومع ذلك، سيظل هذا يتطلب زيادة كبيرة في قدرة الشبكة الحالية، والتي ستحتاج إلى زيادة بنسبة 46%. وهذا يعني بناء 17 محطة نووية أو 5800 توربين ريحي بحجم ناطحة سحاب، وهو أمر مكلف للغاية.
في الوقت الحالي، تمثل السيارات الكهربائية أقل من 1% من السيارات في المملكة المتحدة، لذا لا تظهر هذه المشاكل بعد. ولكن إذا أصبح هناك أسطول كامل من السيارات الكهربائية، فإن الطلب المرتفع على الكهرباء قد يؤدي إلى انهيار الشبكة الكهربائية أو انقطاع التيار الكهربائي. عند الانتقال إلى السيارات الكهربائية
تحديث الشبكة وتوسيع القدرة للانتقال إلى السيارات الكهربائية
تسعى العديد من الدول التي ترغب في الانتقال إلى وسائل النقل الخالية من الكربون إلى تحديث شبكاتها الكهربائية ومحطات الطاقة بشكل ضخم. إلا أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يعقد الأمور، لأن الرياح والشمس لا يمكنهما دائمًا تلبية الطلبات العالية في أوقات معينة. النووي قد يوفر إنتاجًا ثابتًا، لكنه يحتاج إلى وقت طويل لبناء محطات جديدة وغالبًا ما يكون غير مقبول من الجمهور.
هناك بعض الحلول الذكية التي يمكن أن تساعد في حل المشكلة، مثل ربط بطاريات السيارات الكهربائية بالشبكة لاستخدامها في تخزين وتوريد الطاقة خلال أوقات الذروة. شحن السيارات في ساعات الليل حينما يقل الطلب على الكهرباء سيكون أحد الحلول الفعالة لتخفيف الضغط على الشبكة.
إنتاج الكهرباء المحلي: خيار مفيد
استراتيجية أخرى غير مرئية بما فيه الكفاية هي دعم الأسر والشركات التي تولد الكهرباء المحلية عبر الألواح الشمسية أو توربينات الرياح الصغيرة. إذا تم تنفيذ سياسات قوية في هذا الاتجاه، يمكن أن تساهم هذه الجهود في تزويد المملكة المتحدة بحوالي 15% من احتياجاتها الكهربائية بحلول عام 2035، مما يساعد في تخفيف الضغط على الشبكة وتقليل الاعتماد على الطاقة المركزية.
الحاجة للعمل العاجل والانتقال إلى السيارات الكهربائية
من دون اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة قدرة توليد الكهرباء، قد يتوقف التحول إلى النقل الكهربائي – أو حتى يؤدي إلى انهيار النظام الكهربائي. لذا من الضروري أن تعمل الحكومات على زيادة قدرة الشبكة وتحفيز إنتاج الطاقة المتجددة على مستوى الأفراد والشركات من خلال حوافز ضريبية وتسهيلات مالية. عدم القيام بذلك سيؤدي إلى زيادة أسعار الكهرباء وتباطؤ التحول، وهو أمر لا يمكن تحمله اقتصاديًا أو سياسيًا.